الأربعاء، 7 أغسطس 2013




شـــــــــعراء تعامل معهم الموسيقار أحمد قاسم










الـشاعر 

لطفي جعفر أمان













الأديب د. محمد عبده غانم











الـشاعر مصطفى خضر








الـشاعر أحمد رامي













د.سعيد الشيباني










الـشاعر علي عبدالله أمان











الـشاعر القرشي عبدالرحيم سلام












الــشاعر 
محمد سعيد جرادة









  


الــشاعر فريد بركات













الـشاعر 

عبدالله عبدالكريم










الــشاعر أحمد الجابري












الــشاعر محمد عبدالله بامطرف






الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

حوار مع الموسيقار أحمد قاسم لصحيفة الطليعه الأسبوعية



(حوار مع الموسيقار أحمد قاسم لصحيفة الطليعه الأسبوعية التي كانت تصدر في المكلا يتكلم عن ملامح من حياته وشعور الدي غمره اتناء زيارته مدينة المكلا )

في زيارة الأولى قام بها لمدينة المكلا الموسيقار أحمد قاسم في شهر أكتوبر عام 1964م في ضيافة نادي الوحدة الرياضي في المكلا قام حفلات ساهرة أحياها في ساحة القصر السلطاني اجتذبت جمهوراً غنى فيها أحمد قاسم أجمل أغانيه وفي مقدمتها الأغنية الشهيرة من كلمات لطفي أمان.
أنا بانساه ..وبانسى هواه وكان في ضيافة أبناء التوي
ويتذكر الفنان صالح عبدالله التوي «الذي كان إدارياً للفرقة الموسيقية النحاسية السلطانية في تلك الأيام» أنه وشقيقه الفنان أبوبكر عبدالله التوي قد تعرفا على الفنان أحمد قاسم، واستضافاه في منزلهما في منطقة «المنتعد» بحي الشرج المكلا، على وجبة عشاء بعد السهرة مباشرة يرافقه عازف الايقاع البارز في فرقة «القعطبي وزار أحمد قاسم في اليوم التالي مقر الفرقة الموسيقية السلطانية».
وهو المقر الحالي لفرع ساحل حضرموت لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وغنى على العود «وهو ملك العود حقيقة» أمام أعضاء الفرقة الموسيقية النحاسية السلطانية رائعته «ياعيباه!»

وتحدث في الحوار عن ملامح من حياته.. حيث قال:
الذي أذكره هو أنني نشأت في منزل كل أعضائه موسيقيون: والدي المرحوم كان عازفاً وصنع عوده بيده وكل اشقائي وشقيقاتي يعزفون على آلات موسيقية مختلفة منها:العود، الكمان، الدربوجة، وغيرها ، وفي هذا الجو الفني وجدت نفسي هكذا أهوى وأهوى الطرب.. ولما ترعرعت كان هي الأول أن امتلئ بكل نافع حقيقي مفيد، وأن أنمي هذه الموهبة الكامنة في نفسي وذلك بدراسة أصول الموسيقى والتحقت بالفرقة الموسيقية لمدرسة بازرعة في مدينة كريتر/عدن، أيام كنت أتلقى دراستي فيها وبعد ذلك عملت في ميدان الغناء حتى جاء وقت وافقت الحكومة فيه حينها على ارسالي في منحة دراسية إلى القاهرة.
طموح لرفع مستوى الفن
درست هناك في المعهد العالي للموسيقى وتخرجت حائزاً على دبلوم بدرجة جيد وشهادة امتياز لأوائل الطلبة مع جائزة نقدية تسمى جائزة التفوق كما كنت أدرس في نفس الوقت التربية العسكرية لمدة ثلاث سنوات حزت بعدها على دبلوم بدرجة جيد ورجعت إلى عدن لألتحق بمركز تدريب المعلمين لتدريس مادة الموسيقى لمدة سنتين وعندما وجدت أن ماعندي من معلومات غير كافية بذلت قصارى جهودي للحصول على منحة دراسية إلى امريكا ولكن للأسف وقفت في طريقي عقبات حالت دون ذلك..لتحقق في وقت لاحق منحة دراسية في أوروبا لأني أطمع أن أزود نفسي بكل مايتعلق بالموسيقى حتى أرفع مستوى فن بلادي إلى أحسن مماهو عليه الآن.

وفي رده على سؤال عن الانطباع الذي غمره في المكلا عندما رأى المدينة لأول مرة يوم وصوله ؟ أجاب:ـ
ـ تملكني شعور جديد يختلف عن شعوري في أي مدينة أخرى، حيث أخجل تواضعي ذلك الاستقبال والترحيب الذي لقيته من سكان هذه المدينة ثم أن تجاوبهم معي في الحفلات ترك أثراً طيباً في نفسي، ولاتعجب فقد كنت أعيش في حضرموت من قبل أن أصل إليها لأن لي أصدقاء «حضارمة» في عدن استطاعوا أن يشعروني بأحاديثهم الشيقة عن حضرموت وباحتكاكي بهم أنني بفكري أعيش هناك.
جمعة خان..مازال حياً بموسيقاه
وعن رأيه بفن الأغنية الحضرمية الخالدة محمد جمعة خان قال أحمد قاسم: إن المرحوم محمد جمعة خان..مثال للعبقرية التي تعيش تجربة الحياة إلى درجة الاحتراق..انه مازال حياً بموسيقاه لأن موسيقاه جديرة بالحياة.

ياموسيقارنا أحمد قاسم
نفتقدك أليوم أكثر من أي وقت مضى.
نفتقد جديد أغانيك والحانك الممتعة..واداءك الذي يبهرنا..نفتقدك يابطل أول فيلم يمني «حبي في القاهرة»

الاثنين، 5 أغسطس 2013

الاعلامي الفني شكيب عوض الذي اتصف بذاكرته الفنية الموسوعية عن الفن اليمني

الاعلامي الفني شكيب عوض الذي اتصف بذاكرته الفنية الموسوعية عن الفن اليمني والعربي ماذا قال
عن الموسيقار أحمد قاسم :




" لقد أدرك أحمد قاسم منذ الستينات أين يمكن مستقبل الأغنية اليمنية وأيضاً مستقبله الفني فقد استطاع كسر الطابع اللحني في الأغنية السائدة حينها في مدينة عدن وخرج عن الرتابة فيها ورفض أن تظل الأغنية تخاصم العصر وتبقى أسر التراث وكان يؤكد أن أغنيتنا إذا ظلت بكلاسيكيتها ونمطيتها التقليدية لن تتطور.

إن الموسيقار أحمد قاسم الذي فقدناه في 1993 كان عملاقاً بفنه بمعنى الكلمة ولا أبالغ أن قلت أنه لا يقل مستوى عن ملحني جيله من فناني مصر أمثال محمد الموجي , كمال الطويل وبليغ حمدي , ولو توفرت له الفرصة مثلهم واستقر في القاهرة لكن شأنه فنياً شأنهم , وحقق شهرتهم المدوية عربياً وتصدر مثلهم الساحة العربية بكفاءة واقتدار فهو (فنان مليان هدومه) كما قال عنه محمد الموجي بإعجاب عندما التقاه في القاهرة بحضور عبدالوهاب محمد حين اسمعه رائعته "أنت ولا أحد سواك".



عبقري موسيقي

ويضيف : " احمد قاسم عبقري غير عادي , انفعالي حد الجنون يثار ويستثار من أجل تقديم الأفضل , وهو يمتاز بتقديم الأداء التعبيري للأغنية فيترجم نص الأغنية إلى موسيقى حية ويعطي الكلمة والجملة إيقاعها الموسيقي الخاص بها الذي فعلاً يكون في موقعه الصحيح ."

ويتحدث شكيب عوض بحسرة أكثر فيقول : " بموت أحمد قاسم خسرنا موسيقار والجميع يشهد أنه سبق عصره , خاصة في عدن عندما قدم الأغنية المصرية والأغنية اليمنية المستفيدة من اللون الغنائي المصري .. وكان يؤمن أنه لا يقل بموهبته عن الفنانين العرب الذي انطلقوا من مصر مثل صباح ونجاح سلام ومحمد بكار وفائزة أحمد ووردة .."



أتهم بالمصرية

ويحكي عن بدايته الفنية قائل : " لقد قدم أحمد قاسم منذ البداية (الأغنية العدنية) التي كسرت الطابع الرتيب لعدد من الألوان الغنائية اليمنية ذات الطابع الرتيب والمكرر فلقي هجوم وقالوا أن أغنيته مصرية .. لكن احمد قاسم أصر واستمر في طريقه . وعندما قدم أول لحن له عام 1957 لأغنية (تهجر وتنساني) لم يصدق أحد أن هذا اللحن لفنان مبتدئ بل فنان صاحب خبرة وعمله ذلك لا يقل مكانه عن أعمال محمد الموجي حينها .. لقد كان عمر أحمد قاسم وقتها 18 سنة فقط .

حتى الفنان فريد الأطرش أعجب بموهبة أحمد قاسم عندما زار مدينة عدن في فبراير 1956 وكان حينها مدرس وهاو فن يغني فقط في الجلسات الخاصة ويردد أغاني فريد الأطرش وكارم محمود وعبدالعزيز محمد وصباح .

وعندما استمع فريد إلى اللون العدني بأصوات الفنانين خليل محمد خليل وسالم بامدهف رحب بالأغنية العدنية التي رأي أنها تستجيب لروح العصر ويمكن أن تجاري الأغنية في مصر , لكنه عندما استمع إلى الشاب أحمد قاسم شده أكثر من الآخرين لعزفه المتقن على آلة العود واستمع منه إلى أشهر أغانيه حينها (كفاية يا عين) و(اسأل الفجر والغروب) ، دهش فريد من أداء أحمد المتقن والتعبيري للأغنية ولحظتها التفت إلى من حوله ونصح بأن لا يضيعوا هذا الولد الموهوب من أيديهم ونصح بابتعاثه إلى مصر وتسجيله في المعهد العالي للموسيقى حتى يتأهل فنياً تأهيلاً علمياً وبالتالي يكتمل حضروه شكلاً ومضموناً ويخدم هذه الأغنية التي ظهرت في عدن .



أحمد قاسم يتعرض للهجوم

يتذكر شكيب الفنان أحمد قاسم وهو الذي التقاه وحاوره كثيراً بل وقف خلفه (كورس) في بعض أغانيه في وقت مبكر : " جاءت الفرصة عام 1958 للمدرس أحمد قاسم لدراسة الموسيقى في القاهرة فأبتعث حينها من دائرة المعارف في مستعمرة عدن .

ومثلت دراسته في القاهرة واقترابه من الأغنية المصرية التي أحبها كثيراً فرصة لتقديم أغانيه التي امتازت حينها بثوبها المصري وفرض بذلك لوناً جديداً على الأغنية اليمنية بأسلوب تجديدي وظف فيها معرفته العلمية في الموسيقى وتذوقه الراقي لها , لكنه تعرض لهجوم قاس من التقليديين في عدن وانتقدته الصحافة حينها .

ومن تلك الأعمال أغنية (الكوكب الساري) ولحنها قريباً من اللون المصري وأغنية (كم أحبك) وكانت ذا لحن رائع قريب من روح بليغ حمدي أو قريبة من الموجي في (صافيني مرة) لعبد الحليم حافظ وأغاني أخرى , سجلها كلها لإذاعة (صوت العرب) .

وعن أيمان أحمد قاسم بالجديد وإصراره على المضي في طريقه رغم الهجوم عليه يقول شكيب عوض : "عمل أحمد قاسم على تأسيس (فرقة أحمد قاسم الموسيقية التجديدية) و فرض على أعضائها ارتداء الملابس العصرية مقتدياً بالفرق الموسيقية المصرية وطعم الفرقة بالآلات الموسيقية الحديثة , وهكذا ظهرت أغانيه مميزة عن الفنانين الآخرين في عدن .



أول فنان يمني يشترك في حفلات (أضواء المدينة)

كان أحمد قاسم أول فنان يمني يشترك عدة مرات في حفلات (أضواء المدينة) بالقاهرة أثناء دراسته وإقامته فيها ابتداء من حفلة عام 1958 إلى جانب كبار الفنانين وأثناء عودته إلى عدن في إحدى إجازاته عام 1958 قدم أولى حفلاته الموسيقية التي قدم فيها مقطوعة موسيقية بعنوان (أمينة) واتبع بذلك تقليد بداية الحفل بمقطوعة موسيقية وكان تركيبها يميل إلى اللون الموسيقي الحديث السائد في مصر وأمينة هذه فتاة مصرية التقاها أحمد قاسم في رحلته بالطائرة من القاهرة إلى عدن وأعجب بها فألف باسمها هذه المقطوعة .

وليثبت احمد قاسم لجمهور الغناء في اليمن قدرته على الغناء بلونه اليمني الأصيل وليثبت أن اللون الذي قدمه في البداية لم يكن ناتج عن ضعف في الموهبة أو عدم الإحساس أو هروب , بل عن بعد نظر وموهبة , تعلم من الدرس الذي استخلصه من هجوم التقليدين عليه فقدم عدة ألحان شعبية مستمدة من الأهازيج اليمنية وهو في مصر كأغاني (هربو جا الليل) و (يا ليت عدن مسير يوم) للشاعر احمد الجابري وأغنية (يا حلو ياخضر اللون) للشاعر عبده عثمان وأغاني (من العدين يالله) و(يا طالعين الجبل) و(يا غارة الله) و(حقول البن) للشاعر سعيد الشيباني و(قمري تغني على الأغصان) للشاعر محمد عبده غانم و( في جفونك) و(اسمر وعيونه) للشاعر لطفي جعفر أمان الذي شكل معه ثنائياً رائعاً لسنوات حتى مطلع السبعينات .

وحسب شكيب عوض فإن أحمد قاسم ظل يشكو من منتقديه فيتذكر من أخر لقاء أجراه معه في 1988م : " كان يقول أن الأغنية التي تقدم في مصر أغنية عربية تستجيب للعصر" وهذا ما يؤكد أنه كان ينظر للأمام ومؤمن بأن اتجاهه صحيح .



فنان مغامر

يمضي شكيب عوض بالقول : " لقد أدمن موسيقارنا الرائع (المغامرة) وبفعل ذلك نفذ خبطات فنية كبيرة علت من شأنه وشأن بلده , ودخل مجال الإنتاج السينمائي فقدم فيلم (حبي في القاهرة) عام 1966 مع عمالقة التمثيل المصري وأقام حفلات ساهرة في عدن 64- 1965 أحياها بصحبة نخبة من الفنانين المصرين الذين استقدمهم على نفقته الخاصة ومنهم ماهر العطار ومحمود شكوكو وشفيق جلال وثريا حلمي والراقصة طقطوقة وكانت حفلات لا تنسى من الذاكرة أبدا ً".

ويضيف "كان كبيراً في فنه وفي طموحه وفي مبادراته أو كما يحلو لي أن أطلق عليها (مغامراته) لأنه نجح في تحقيق مقاصده الفنية النبيلة بصورة مبهرة ولكنه لم يحقق أرباحاً مادية منها ."

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

بـــدايــة ســطوع أســـــم أحـــــــمد قــــــاسم فـــي ســــماء الـــفــن



(1)
درس الموسيقى وأحبها حتى الثمالة. قال عن نفسه ذات يوم إنه عبدالوهاب اليمن.

وعندما قال ذلك لم يكن ينطلق من غرور، ولكنه قالها عن ثقة واقتدار.

لحن .. فأطرب المستمع. وغنى .. فأسر قلوب عشاق الفن والغناء وعزف .. فأسكر النغم ذاته!

من منا لايعشق أحمد قاسم ومن منا لاتوجد في ذاكرته ذكريات جميله عاشها مع هاده الأنسان صاحب الروح الجميله البهيه النقيه ومن منا لا توجد في مكتبته تسجلات وصور لهاده الرجل العضيم , فعندما نسمع صوت أحمد قاسم وذلك الصوت الشجي يحن بنا 
    الاشتياق له ونتمنى أن يكون حاضرآ معنى .
 في الأول من أبريل رحل حبيبنا وفقدينا أحمد قاسم ولكن لم يرحل ولم يتوقف حبه يخفق في قلوبناأحمد قاسم نطمئنك باننا مازلنا  نعشقك مازلنا مصاحبين لئعمالك الفنيه  والموسيقيه وأن كل ماقدمته من أبداعاتك لتسعدنا مازالت حتى لان تسعدنا وستبقى  للأجيال القادمه فانت مدرسه  بكل ماتحمل من كلمه .
الراحل أحمد بن أحمد قاسم رائد التحديث للأغنية اليمنية بلا منازع، وأحد أبرز فرسان الموسيقى اليمنية علي مر العصور وتعد المسيرة الفنية للفنان والموسيقار أحمد بن أحمد قاسم تجربه استثنائية في مجملها جسدت عطاء إبداعيا وبناء موسيقيا راقيا، ارتقى بذائقة المستمع اليمني والعربي على حد سواء. من أجل ان يطرب ويسعد الملايين ويصرف عن أبناء مجتمعه قضايا وأشياء لا تروق لهم أو ينسيهم إياها.. أو إياها .. وتلك هي الموهبة الجبارة التي وهبها الله جل شأنه لمبدعينا أينما كانوا ومهما تعددت أو تنوعت نتاجاتهم، فالموسيقار الراحل احمد بن احمد قاسم الذي غنى للوطن ولحب وطنه وقدم للحب أعظم وأجمل الاغنيات ملامساً ومداعباً بها المشاعر .. مشاعر الوشاق (في الليل اغني لك) و(أصحاب القلوب الغليظة) حتى تلين وحتى لا يختفي الحب كان ومازال صوتاً يمنياً فريداً وجد في زمن كان فيه عماد الفن والطرب الأصيل وصاحب مشوار غنائي طويل ارتبط به كارتباطه بالكثير من الشعراء والأدباء والفنانين 
 أحمد بن احمد قاسم مدرسة متميزة في فن الغناء اليمني، سعت إلى التجديد الواعي من خلال الاستفادة من تقنية العصر    وأساليبه، وعراقة الماضي وعناصره، فقدم نتاجًا متنوعًا، تضمن اللون التجديدي العدني، جسده في أغانيه "يا عيباه"،  و"مستحيل"، و"حقول البن"، و"خطوة خطوة"، وهذا الاتجاه تأثر كثيرًا بالأغاني المصرية حسبما يراه الكثير من النقاد . 
  كما تضمن الاتجاه الفلكلوري عدداً من الروائع مثل أغنية "من العدين"، وأغنية "واليوم والله " فيما قدم الراحل على الصعيد الوطني والأغنية الوطنية عددًا من الأغاني، أشهرها أغنية "من كل قلبي أحبك يا بلادي يا يمن " 
وخلال مسيرته الفنية تعامل الموسيقار قاسم مع كبار الشعراء"، ولحن لعدد من الفنانين. 
 كما خاض تجربة التمثيل السينمائي أثناء دراسته في القاهرة، فقام بدور البطولة في فيلم (حبي في القاهرة) مع الفنانة (زيزي    البدراوي)، والفنان (محمود المليجي)


الموسيقار احمد قاسم من المبدعين القلائل الذين أبدعوا في ربط الكلمة بالنغم لكي يكون لدى المستمع أكثر (تقبلاً) أو (قابلية) لها مما يجعله (الأخير) في حالة انفعال طربي، وقد حظي باحترام وتقدير فنانين كبار في الوطن العربي أمثال الراحل فريد الاطرش، رياض السنباطي، السيدة فاطمة عثمان (كوكب الشرق أم كلثوم) وغيرهم من أولئك الذين رحلوا قبل رحيله عنا ...الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم (تجربة فنية استثنائية) شكلت في قوامها وعطاءاتها الإبداعية وبناءاتها الموسيقية الراقية (قمة الحداثة والتجديد في الغناء اليمني القديم والمعاصر) 

حقيقة إنها تختزل بداخلها خبايا وكنوزاً مازالت كامنة في الأشكال والقوالب والجمل الموسيقية (ذات التكنيك الفني الغنائي الموسيقي العالي)، إضافة لعزفه المتقن والبارع على آلة العود وصوته الجميل القوي المعبر المتدفق والعذب  
و له دور لافت وفذ في استخدام الإيقاعات المختلفة والمتنوعة في أغانيه من عموم الوطن العربي وأوروبا وأمريكا اللاتينية وكل أصقاع المعمورة، وتوظيفها يمنياً بشكل رائع بديع مبهر (غير مسبوق)، إذ لا نستطيع إغفال ونسيان المقطوعات الموسيقية التي قام بتأليفها (موسيقارنا) لترتقي بروعتها وتألقها بذائقة المستمع اليمني والعربي على السواء.
وفي الواقع إن التجربة الفنية لموسيقارنا الفذ جديرة بالبحث وطرح الدراسات المتخصصة لمعرفة مميزاتها وخصائصها التي مكنتها من الديمومة والخلود، وذلك بقراءات نقدية متأنية ثاقبة. 

البداية :
ولد الفنان أحمد قاسم في 11 مارس عام 1938 م، وسكن في حي الشريف ب القريب من أحياء الزعفران والعجائز والقاضي في كريتر بمدينة عدن ومن الأمام شارع بانصير الذي كان أحيانا احمد يؤذنفي مسجد بانصير لصوته الشجيكانت تأمل والدة أحمد قاسم في ابنها ان يكون مقرئ للقرآن و أحد شيوخ القرآن الكريم، فأرسلته لتعلم وحفظ القرآن، لكنه فضل ممارسة هوايته في الغناء والتحق بمدرسة الفنان الموسيقار يحيى مكي الذي تعلم على يديه العزف على آلة العود.جاء الفتى أحمد قاسم، الذي نشأ في أسرة فقيرة يتيم الأب فدفعته والدته وهو صبي لم يبلغ الحلم إلى الشيخ محمد بن سالم البيحاني ليعلمه أمور الدين وعلوم القرآن الكريم، لما لمحت منه بوادر النبوغ وجمال الصوت فنصحها الشيخ البيحاني بأن تترك للصبي الطريق الذي يحب أن يسلكه هو.
اكتشفت أمه موهبته الفنية في المنزل حيث كان يأخذ المجلس الخشبي الذي كانو يجلسون عليه لتناول الغداء ويركب عليه في الركن مسامير ليركب عليها أوتار الخاصة بالصيد ويأخذ من ريش الحمام ريشة يعزف بها ويطلع النغم وكان ذالك وهو في الخامسة من عمره ،كان يهوى الرياضة (كرة القدم /التنس/البلياردو) .فكان أن اختار طريق الفن الذي لم يدرك حينها أنه طريق طويل وشاق، ولكنه بالنسبة للفتى أحمد قاسم كان الطريق الصحيح، فنهل من معين أستاذه المرحوم يحيى مكي في مدرسة بازرعة الخيرية التي درس فيها لضيق ذات اليد، ومن هناك بدأت عبقريته ونبوغه في التفتح ليشكل بعدها مع رفيقي دربه محمد عبده زيدي وعبدالرحمن باجنيد «فرقة أحمد قاسم التجديدية» التي كانت المنطلق الأساس للمسيرة الفنية الباذخة العطاء لموسيقارنا الراحل أحمد بن أحمد قاسم .
كانت انطلاقت هاده الموسقار من مدرسة بازرعه في كريتر حالفه الحظ بوجود آلات موسيقية نحاسية هناك حيث كان المسئول عنها المرحوم يحيى مكي فسمح له ان يمارس هوايته فأخذ احمد يعزف على اله البيجل كقائد للفرقة آنذاك .
حينها يأست أمه منه كانت ترسله للشيخ البيحاني ليتعلم القران ويحفظه فكان يرجعه إليها ويقول لها ان احمد ميوله فني فقالت  (ضننت ضنا فخاب ضني أردته شيخا فخرج مغني )

مسيرة أحمد قاسم الفنية الغنية والناجحة أرتبطت بالعملاق الفنان القدير يحى مكي، وتلقينه دروس العزف على آلة العود في مدرسة بازرعة. 
ويقول يحيى مكي : كان أحمد قاسم عضواً في فرقة بازرعة ومن ضمن مجموع الفنانين الآخرين تحت رعايتي وكان فناناً موهوباً منذ البدء وقد تدرب على العزف على آلة الترومبيت واكتشفت أن لديه إمكانية وإجادة في العزف على هذه الآلة المحببة إلى نفسي .. فأوليته عنايتي الخاصة في التدريب والتمرين إلى درجة أنني عملت على اجراء عملية جراحية له في أسنانه خصوصاً لهذا الغرض .. مما ساعده إلى حد كبير على إجادة العزف على الترومبيت وقد نال إعجابي الكبير وكرست له جهدي فقد كان ينبئ بميلاد فنان حقيقي وكان في المدرسة حينها في ذلك الوقت فرقة تمثيل وكنا بحاجة إلى مغني أثناء المسرحيات .. فدفعت به إلى الغناء ففي صوته جمال نغمي واضح .
وبدأ أحمد يغني خلال هذه المسرحيات والتمثيليات .. وبعدها بدأت في تعليمه العزف عليها .
 واعتقد أن أحمد قاسم أصبح من العازفين القلائل المجيدين على آلة العود ليس على مستوى اليمن بل ونال إعجاباً كبيراً على المستوى العربي وأذكر هنا إعجاب الموسيقار فريد الأطرش به حينما زار عدن في الخمسينات .



بداء مشواره الفعلي في مجال الفن عقب حضور فريد الأطرش إلى عدن 1956 م عن طريق أبناء خدابخش

حسن وحسين خدابخش لتقديم الحفلات الفنية، وفي ضيافته أقام حفلتين في ملعب البلدية (الحبيشي حاليا) ومسرح البادري، وعندما أقام حسين خدابخش حفل عشاء على شرف ضيفه الكبير في داره العامرة (الهنا) خلف البادري وذات يوم أخبر الأخوان خدابخش أحمد قاسم للحضور إلى منزلهم وطلبوا من الفنان فريد الأطرش أن يستمع لموهبة جديدة في عدن ، غنى أحمد قاسم آنذاك أغنية فريد الأطرش (بتبكي ياعين على الغايبين) وهو يعزف على العود حينها ويقال ان أن يده الحاملة كوب الشاي ارتعشت من الذهول او وقع كوب الشاي من يد الفنان فريد الأطرش من دهشته لوجود موهبة كهذه في عدن لقد أدهشه براعته في العزف وصوته الجميل . وبرت على كتفه متمنيآ له النجاح حتى أن فريد الاطرش أهدى أحمد قاسم العود الخاص به .
وبعد ان أعجب فريد الأطرش بصوته وأداه وأخبر الأخوان خدابخش بضرورة الاهتمام بهذه الموهبة الجديدة وإرساله إلى مصر لصقل إمكانياته الغنائية الكبيرة في معهد للموسيقى  
و قال لهم أرسلوه إلى مصر لدراسة الموسيقى وسيكون له شأن هام في الموسيقى .
وفعلا قام محمد عبد القادر جرجرة حيت كان وزير الثقافة آنذاك بمساعدة احمد وسافر أحمد قاسم إلى القاهرة في عام 1957م عن طريق منحة دراسية من وزارة المعارف التي تحمل قيادتها خال الأستاذين الناشرين هشام وتمام باشراحيل، وفي 1960م أكمل أحمد قاسم دراسته وتلقى تعليمه في المعهد العالي للموسيقى في القاهرة من عام 1957 م حتى عام 1960م،
ويروي أن الموسيقار فريد الأطرش كان يحرص لمشاركة أحمد قاسم في إحتفالات مواسم الربيع في مصر التي يحييها، وفي إحدى الحفلات المكتظة بالجماهير المعجبة بالموسيقار فريد الأطرش، وقبل رفع الستارة من خشبة المسرح، كانت الجماهير منصتة لعزف على الأوتار قادم إليها من خلف الستار، كان الجميع يظنّ هذا عزف فريد ما غيره، وكانت الأكف تلتهب بالتصفيق الحاد و التصفير، وكانت الآهات لا تخفى وتترجم بكلّ معنى ولون ، وأستمر العزف لقرابة الثلث أو النصف ساعة حتى أذن برفع الستار، ليفاجأ الجمهور بأنّ العازف ليس فريد كما توقّعه جميع الحضور، بل أنه كان شخصاُ غير معروف تماماُ في ذلك الزمن و الذين أزدادت دهشتهم فظلّوا يتساءل عن هذا الفنّان، وعرفوا بعدها أنّه ما هو الاّ أحمد قاسم الفنان الواعد القادم من عدن
هو أوّل فنان يمني وضع أوّل سيمفونية يمنية في موسكو في سبعينيات القرن الماضي من على قاعة الاوبرا في عاصمة الاتحاد السوفيتي.

فيعتبر الموسيقار أحمد قاسم أستاذ اللون الغنائي العدني الأول .
وتحقق حلم أحمد قاسم في دراسة الموسيقى وعلى أصولها في القاهرة في معهد الموسيقى العالي. وعندما عاد من مصر بعد 3 سنوات وبعد عام 1960 بعد ما أكمل أحمد قاسم دراسته وعاد إلى عدن عمل على تعليم الموسيقى في المدارس الحكومية في عدن حتى بداية عام 1963 وكان هو من مؤسسين معهد الفنون الجميلة .





(2)  تجربه سينمائية 



بعد عام 1960 بعد ما أكمل أحمد قاسم دراسته وعاد إلى عدن ليدرس على تعليم الموسيقى تجددت عودته إلى القاهرة عام 1962بعد فشل حبه من «كرستينا» الانجليزية وقرر تسجيل أغانيه في استيديوهات مصر ، وتولدت لديه الرغبة أن يمثل دور البطولة في فلم مصري من إنتاجه يشرح تجربته الفاشلة في الحب فأخبر بذلك الفنان توفيق الدقن الذي ساعده في التعرف على المخرج عادل صادق . في 1965م قام بدور البطولة في الفلم العربي «حبي في القاهرة»

الـــــبحـــت عــــــــن مـــخرج لـلفــيلم :

فحينما سافر احمد قاسم مع صديقه أنور حامد إلى القاهرة من أجل انتاج فيلم سينمائي هناك ودار احمد ولف انور على كل استديوهات القاهرة ليتعرفا على هذا المجال الجديد الذي يخوضانه لأول مرة وهو مجال العمل السينمائي فهذه أول تجربة يجربها عدنيان في تاريخ عدن كلها ويطرقان باباً جديداً عليهما.

فتجارة السينما تختلف عن تجارة الخضروات واللحوم والملابس لانها تجارة .. وقبل ان تكون تجارة فالأدب والفكر والفن هم اساسها الأول.

وحفيت أقدامهما من اللف والدوران وبينما كانا يشاهدان فيلماً سينمائياً في التلفزيون.. وكان الفيلم مدته ساعة وكان فيلماً رائعاً سواء في اخراجه او تمثيله وقفز على الشاشة اسم مخرج الفيلم عادل صادق ودار حوار بين احمد وأنور عن هذا المخرج.. وتساءلا.. لماذا لا يكون عادل هو مخرج فيلمنا.

وفعلاً اتصلا بعادل وحددا معه موعداً واجتمع الثلاثة او الفرسان الثلاثة.

المنتج .. والمخرج.. والبطل ووجدوا في عادل نفساً شفافة.. وروحاً عالية ولم يتناقشوا في الأمور المالية وانما تناقشوا جميعاً في أسلوب العمل الفني.

ولكن أين القصة؟

ولحسن الحظ كان عادل يحتفظ عنده بقصة اراد ان يخرجها للسينما فعرضها عادل وكانت القصة مناسبة تماماً ولكن أيضاً من بطلة الفيلم؟!

ودار حوار طويل بين الثلاثة حول بطلة الفيلم فاستعرضوا كل نجوم السينما المصرية ابتداءً من سعاد حسني حتى رفيعة هانم!

هل.. هي سعاد حسني

ويرد المخرج لا الدور لا يناسبها.

إذن هل هي ماجدة.

فيرد احمد دمها ثقيل!

فلتكن سميرة احمد.

فيرد انور سنها أكبر من الدور

إذن فلتكن فاتن حمامة؟

ولكن فاتن حمامة اجرها كبير بل انه أكبر اجر في السينما المصرية وهو ستة آلاف جنيه ومواردنا محدودة!

وتاه الجميع وشردوا.. وفجأة نطق احمد باسم زيزي البدراوي.

وقفز عادل من مكانه وصرخ هي زيزي.. هي بعينها لقد وجدتها!

وحضرت زيزي وكانت ترتدي ثوباً أسود يظهر لون جلدها وتعانق مع لون بشرتها وهو لون النبيد المخلوط باللبن وشعرها الأسود كأنه شلال اسود وعيناها قطعة من جزر هاواي معلقة في السماء.

ووقف الفرسان الثلاثة أمامها مبهوتين مفتونين بجمالها!

احمد قاسم يشد شعره ويردد ياهوه.

انور يقول .. يانور النبي..

عادل أصبح صنماً لا شعور ولا احساس اللهم الا نظرة بلهاء استقرت على وجهه ويقطع انور الصمت المفاجئ وغمز يقول:

ياعيباه!

وحينئذ انطلق احمد يغني بصوته العذب أغنية ياعيباه وتراقص الجميع مع الأغنية وكانت رقصة الفالس!

ورحبوا جميعاً بزيزي.. فقال لها احمد:

لاول مرة أرى كليوباترة أمامي بلحمها ودمها.

فشكرته زيزي على تحيته الرقيقة، ولكن احمد يتمادى أنت يازيزي كالاسترليني أنت العملة الصعبة وكل الممثلات بجوارك ملاليم.

وجلس الجميع وبدأ حوار مثير! وكانت بداية الحوار أكثر اثارة فقد اشترطت زيزي شرطاً اساسياً فقال لها احمد كل شروطك موافق عليها مقدماً!

قالت: شرطي هو ان لا يقبلني بطل الفيلم.

وهنا كان عادل الذي يدق قلبه دقات عنيفة يقفز من على مقعده وأعلن طبعاً لن يكون هناك قبلات في الفيلم، الفيلم كله احتشام وأدب.

فيرد احمد في حيرة وقد خابت آماله ولكن لماذا ترفضين القبلات يازيزي اليست كلها تمثيل في تمثيل؟

فيقاطعه عادل لا يا استاذ مهما كانت القبلات تمثيل إلا أن لها رد فعل!

واستسلم احمد للشروط بعد ان ابتسمت له ابتسامة رقيقة بينما سكت انور حامد والتزم الصمت كما هي عادته وكانوا يسمونه
( الصامت)

واتفقوا جميعاً على التصوير!

دخل أحمد قاسم مجال التمثيل وقام بتسجيل اول فيلم سينمائي يمني مصري من انتاجه وصديقه أنور حامد عام 1963 م، وحمل الفيلم اسم "حبي في القاهرة" وعرض عام 1965 م، قصة وسيناريو وحوار عادل صادق، سيد أبو العينين وإخراج عادل صادق، شاركه في أدوار البطولة كوكبة من ألمع نجوم السينما المصرية في خمسينات وستينات القرن الماضي أبرزهم من كبار الشاشه :

 محمود المليجي،




توفيق الذقن، عبدالمنعم إبراهيم.. وآخرون وتقاسم البطولة (أحمد قاسم)


مع النجمة الصاعدة حينها زيزي البدراوي، 



الفيلم حقق نجاحـا بشهادة المتخصصين، بالإضافة إلى السبق الريادي السينمائي والفني، وشهد بل ووثق بالصوت والصورة (العبقرية القاسمية) حكايتها بكل تفاصيلها وخصائصها الإبداعية والإنسانية : الموهبة، الطموح، المعاناة، التفوق العلمي، الإصرار، الجرأة والنجاح، ورغم تلك (النجاحات الباهرة) التي حصدها وحققها في تجربته الأولى بدرجة امتياز لم (ينجُ) الفنان أحمد قاسم من (حزب أعداء النجاح) فحكموا عليه قبل مشاهدتهم فيلمه الغنائي الوليد (بالفشل) لكن الحقيقة أنه كان برؤيته وموهبته وإبداعه سابقـا عصره وزمانه فلم يلتفت إليهم.

نستطيع القول إن من أهم ما شد انتباه الجماهير اليمنية والعربية (قصة الفيلم) التي جسدت ببراعة وحنكة (شخصية الفنان العدني)، أحمد قاسم واعتزازه بأرضه ووطنه في مجمل أحداث الحكاية.

وبالطبع الأغنيات الخالدات : عذبيني، مش مصدق، يا عيباه، مش عيب عليك، مستحيل، أنت ولا أحد سواك.. وغيرها التي اختارها بعناية فائقة فطرز من خلالها لقطات ومشاهد الفيلم ليجعل منها (قلادات مرصعة باللآلئ والجواهر النفيسة) فأسعدت وأمتعت مشاهدي فيلم (حبي في القاهرة).

(الفنان أحمد قاسم يعود إلى عدن ويروي عن حياته في القاهره )

(الفنان أحمد قاسم يعود إلى عدن ويروي عن حياته في القاهره )
نشرت صحيفة الأخبار في عددها 995بتاريخ الأول من أغسطس 1966م ، ص2 لقاء مع الفنان أحمد قاسم أجراه مندوب الصحيفة حيث استهل مندوب الصحيفة بقوله : «الشيء الذي عرفته بعد عودة الفنان أحمد قاسم من القاهرة وبعد أن نجح في إنتاج فيلم (حبي في القاهرة ) أنه عاش الأشهر الأخيرة التي قضاها في القاهرة حياة مليئة بالمتاعب فقد اضطر إلى بيع ساعته ومعظم ملابسه ليسدد باقي نفقات الفيلم كما اقتصرت وجبات طعامه على العيش خلال تلك المدة (على العيش البلدي والفول المدمس ) ومع ذلك ظل يقاوم المصاعب ويذلل العقبات حتى أفلح في إنتاج فيلم ، واليوم يقف أحمد قاسم في الموقف الذي تتمناه كل فئان في بلادنا ، موقف الفنان الطموح الذي حقق طموحه بفضل العزيمة والاجتهاد :







وفي حوار مع الفنان أحمد قاسم عن حياته في القاهره كان الحوار ما يلي : 

- كيف كانت حياتك في القاهرة ؟

- حياة لا أحسد عليها حياة مليئة بالعرق والدموع ... ومع ذلك حققت أملي في إنتاج فلم بالاشتراك مع صديقي أنور حامد ، وكنت اقرأ وأنا في القاهرة النشرات التي ظل يلاحقني بها البعض طوال سنة كاملة وقولهم إن تصريح أحمد قاسم بأنه سينتج فلماً كان كذبة أبريل ... ولكن ما رأي هؤلاء الأصدقاء اليوم وقد علموا بأنني انتجت الفيلم .. وماذا سيكون رأيهم عندما تشاهد أعينهم الفيلم .

- هل يضايقك النقد ؟

- مضايقاتي هي ما يدور في رؤوس البعض من أفكار سوداء عن حياتي ، واكره بنوع خاص بعض الصحفيين الذين يشوهون الحقائق ويأخذون حديثاً ويطورونه حسب اهوائهم .. عندما تكون الانتقادات معقولة ولا تخرج عن الصدق لا تضايقني مطلقاً .

- هل صحيح أنك بعت ساعتك في القاهرة ؟

- هذا حدث .. وبعت كذلك بعض ملابسي لكي أسدد باقي نفقات الفيلم الذي كلف انتاجه مبالغ طائلة .. ولا أظن أن هناك من سيشمت غير الإنسان الذي لا إحساس له بالمرة ، ولا اكتمك انني عند ما قررت المجيء إلى عدن لم أكن يومها وأنا في القاهرة املك ثمن إرسال برقية لأهلي لأشعرهم بمجيئي ووصلت دون أن يعلم بي أحد من الأهل أو الأصدقاء وفي المطار استأجرت سيارة تاكسي وأنا افتقر إلى ثمن الأجرة ومع ذلك اشعر بالارتياح وتغمرني سعادة لا تقدر بأموال الدنيا كلها بعودتي إلى الأهل والوطن بعد الغياب الطويل وبعد أن حققت امنياتي في إنتاج الفلم .

- بلغني بانك تتمنى أن تلحن لأم كلثوم ؟

- ومن هو الفنان الذي لا يتمنى أن يلحن لأم كلثوم ، ألا تذكر عندما قيل أن بليغ حمدي سيلحن لأم كلثوم ، لم تكن له يومها هذه الشهرة التي نالها بعد التلحين لأم كلثوم ألا تذكر بالله عليك ، كيف سخرت منه الأقلام ..
وقالوا إنه ليس مثله من يلحن لأم كلثوم ومع ذلك لحن بليغ حمدي لأم كلثوم وغنت له .. وإذا بمن سخروا منه يمجدون فنه ويشيدون بعبقريته .

- ما رأيك بأصوات مطرباتنا الجديدات ؟

- بعد سفري علمت بظهور أكثر من عشر مطربات لم استمع إلى واحدة منهن مع الأسف لكن آمل أن استمع لهن وألحن لبعضهن ولكن اعجبت بصوت فتحية الصغيرة ، لأن صوتها نادر الوجود وأن صوتها كالبلبل الغريد لم يخلق إلا للغناء .

- استمر ؟

- وهناك أيضاً بعض الأصوات الصالحة مثل صوت رجاء باسودان وصباح منصر.